Saturday 23 November 2013

لِذَلِك لا أُحب باقات الزهور!!

  لماذا يُحبون الأزهار؟!لِمّ تطير النساء فرحاََ عندما يهدي إليهن أحدهم زهوراََ؟! كيف تّسعَد بشيء سيذبل ويموت بعد أيام قلائل؟! كيف لا يخطر ببالها هذا؟! أم أنها تتجاهله لتسعد نفسها ولو للحظات أو بضع ساعات فقط؟!!
  لا أحب الأزهار... و بخاصة تلك التي يهديها إليَّ من لهم منزلة خاصة بقلبي، لا أحبها لأنني بعد أن أسعد بها قليلاََ يوماََ أو ربما إثنين أظل أراقبها و هي تفقد زَهوتِها و بهجتها يوماََ يلي الآخر، حتى تفقد كل ما يَمُت للحياة و البهجة بصِلة، حتى تُصبح حزينة لا تكاد تقوى على مواجهة شيء، بمجرد أن تُحَرِكها و لو قليلاتبدأ أوراقها بالتساقُط جميعها.. جملة واحدة أو واحدة تلي الآخرى، تتفرق كلا منهن بعيدة عن الأخريات بعد أن كُن ملاصقين لبعضهن في نظام بديع لا تَمِل العين النظر إليه!!يتفرقن و تصبح كل واحدة منهن وحيدة ضائعة بين أوراق أزهار أخرى تساقطت.. أو ربما تُدهس وسط الزحام.. أو إذا كانت لها حياة أخرى ذات معنى و إحتفظت بشيء من جمالها من الماضي سيجدها أحدهم و يلتقطها ليحتفظ بها.. أو يكون مصيرها سلة مُهمَلات فلن يجدها أحد مرة أخرى و للأبد!!!
  لا أجد سبب مُقنع بالنسبة لي لكي ننتزع الأزهار من بساتينها و أشجارها، نسلبها حياتها حتى نسعد بها قليلاََ ثم تذبل و ننساها؟! أليست هذه قسوة؟!! لِمّ لا نستمتع بها في بساتينها على أشجارها دون ممارسة تلك القسوة معها؟ لِمّ ننتشلها من مكانها لنسلبها حياتها؟
  لا أُنكر أنني أنبهِر بجمال باقة زهور مُرَتبة بعناية، و أسعد بواحدة إن أُهديت إلي،ّ ولكن كل تلك الأفكار حول أنها أُنتُزِعَت عنوة من وسط البستان الذي هو بمثابة بيتها، أو أنها بعد حين ستذبل و تفقِد بهجتها أو.. أو.. أو... كل تلك الأفكار تزعجني و تجعلني لا أكاد أطيق أن أنظر لتلك الباقة، خاصة في مراحل فقدانها بهجتها و حياتها.
  لذلك لا أحب باقات الزهور.
19 مُحرَم 35هـ/ 23 تشرين ثان-نوفمبر 13مـ

No comments:

Post a Comment