Sunday 15 April 2012

تِــلـكَ الأيـــام


بَعدما قُمتُ بأداء صلاةِ الفَجرِ اليوم، إتَجَهتُ إلى الشُرفة كعادتي كُل يوم بعد أدائي لصلاةِ الفَجر، لَكِن اليوم عندما أضأتُها ذَكَّرتني بأيامٍ مَضتْ إشتَقتُ لها كَثيراً!!

لَقد ذَكَّرَتني بِتِلكَ الأيام التي قَضَيناها جِميعاً نَقرأ و نَهتم فقَط بِمَنْ هُم في مَيدان التَحرير، ذَكَّرتني بكل ما هو رَائع و جَميل، أيضاً ذَكَّرتني بهاجِس القَلق الذَي كان يُساورُني أحياناً في تِلكَ الأيام.

تَذَكرتُ عِندما كُنا نَجلس أنا و أُختي و إبِنةَ خالتي في الشُرفة، نَجلس ثَلاثتنا و مَعَنا أحياناً أخي مُتابعين مَعاً بِكُل الوَسائل ما يحدُث في المَيدان و خارجهُ!!؟ فَمِنا مَنْ كان يُتابِعها مِن خِلال الراديو و آخر عَن طَريق الإنترنت، و كُنا نَتَبادل تِلكَ الأخبار فيما بَيننا و نُتَناقش فيها.

أحياناً كُنا نَكسِر حِدة هذا التَوتر الناتِج عَن كَثرِة و زَخم الأحداث بأن نَعمل أشياء لا عَلاقةَ لها بالظُروف السَائدة وَقتِها، فمَثلاً كُنا نَتَسامر عَن أي شَيء بَعيداً عَن أمور السياسة، و هذا كان نَادِراً ما يَحدُث؛ لا أعرف لِماذا كان وقتُها كُلُ شَيٍْ مُتَعَلِق بالسياسة؟؟!!!!و لَمْ نَكُنْ نَجد مَوضوعات بَعيدة كل البُعد عَن السياسة!!؛ أو مَثلاً كُنا نَلعب ألعاب خفيفة مَعاً.

أتَذكرُ جَيداً كُل شَيء بتفاصيلهُ في تِلكَ الأيام، و بخاصةٍ التي تَشاركنا فيها مَع إبنة خالتي اللحَظات، أتَذكركَيفَ كُنا نَجلِس؟ كَيفَ نَأكُل؟ و أينْ؟ و رُبما مَاذا أكَلنا؟أتَذَكر الأخبار التي كُنا نُناقِشها معاُ،أتَذَكرُ كَلامنا، ضَحِكاتنا، مزاحنا، و ألعَابنا؛ أتَذَكرُ رَغبَتنا الشَديدة في النُزول للمَيدان .... و الرَفض الشَديد جِداً الذي كُنا نُقابلهُ مِن الأهل لعدم ضَمانهم لأمنِنا هُناك.

لَن أستَطيع نسيان تِلكَ الأيام مَهما طَال بي العُمر، و سَتَظلُ مَحفورة في ذَاكرَتي كَما هي الآن، حَتى أتَذَكَرُ كَيْفَ كُنا في تِلك الأيام؟؟



                         سَارّة هاني
                            القاهِرة 
                    28.6.2011 04:56 فَجراً

No comments:

Post a Comment