عندما كنت ألوم صديقتي العزيزة (شهيرة)و ذلك بعد أن أوقْعت قلوبنا جميعاً يوم الجمعة 28.01.2011 (جمعة الغضب)،حيث إتصلت بيّ والدتها في الساعة الواحدة ظهراً تسألني عنها و عن مكانها و أنها عِندما فاقت في الثانية عشر ظهراً،و قلت لها أنني لا أعلم عنها شيئاً منذ الأمس.
و نظراً لإنقطاع الإتصالات في ذلك اليوم فلم تكن هناك وسيلة-أي وسيلة-لمَعرفة أين ذهبت شهيرة؟!، لذلك حاوَلت جاهدة أن أُهديء من رَوع والدة صديقتي لكنني في قرارة نفسي كُنت شديدة القلق ، فلا أعلم إلى أين ذَهَبَت؟و مع مَنْ؟و كَيف حالها الآن في تِلك الأجواء المُتَوَتِرة؟!
عَلِمتْ عَصْر ذَلِك اليوم في حواليّ الرابعة و النِصف تَقريباً عِندما هاتْفَتْني والِدتها بأنَها قد إتصَلَت بِها و أخبَرَتها بِالحَرف : أنا في المظاهرة ... أنا في المظاهرة...إقفلي بسرعة .......
بَعدما سَمِعتْ هذا إشتد قَلَقي أكثر على صديقتي(طبعاً محدش هَينسى أبداً طريقة تَعامُل أفراد الأمن المركزي مع المُتظاهرين كانت شَكلها إيه و كام واحد مات أو إتصاب).
و في المساء و مع تَصاعُد حِدة التَوتر و القَلَق و إنفلات الأمن في الكثير مِن المَناطق، عَلِمتْ بأنها عادَت إلى مَنِزل خالِها ،فحَمدتُ رَبي على ذَلك كَثيراً و إرتاح قََلبي مِن القَلق عَليها، و فب اليوم التالي حادَثتَها لأطمَئن عَليها ،و لأسألها لمَّ فَعَلتَ هذا بدون إخبار أحد؟!
و بَعد جِدال طويل و شَدْ و جَذب ببيننا حَيثُ كُنا مُختَلِفَتَان في الرأي ، قَالت ليّ كَلِمة لَنْ و لَمْ أنساها حَيثُ أنها عَلقَت بذِهني مُتسائلة عن سبب قَولَها لهذه الكَلِمة ، حَيثُ قَالت لي شَهيرة : أنا لوّ مَكنتِش نِزِلت يومها .. كُنت هاموّت نفسي مِن العياط .. و هَندَم طول عمري.
تَعجَبت مِنْ هذا القول وَقتها ،لَكِنْ تِلك الكَلِمات ظَلت عَالِقة في ذِهني ، فَإنني كُنت قَد خُدِعت لوقت مِن وسائل الإعلام الحُكومية (إاللي المَفروض تكون مَصرية بتمَثِل نَبض الشَعب المَصري بَردُه...يلا ما عَلينا المُهِم) لكنني أدرَكت و فَهِمت و إستوعَبت ما قَصَّدتهُ صَديقتي العَزيزة الجَريئة شَهيرة ، ذَلِك الكَلام الذي لَم يَصدُر عَنها فَقط و لَكِن سَمِعتهُ مِن كُل شَخص أعرِفهُ أو لا أعرِفهُ مِمَن ذَهبوا إلى مَيدان التَحرير، أدرَكتهُ عِنَدما ذَهبت أنا أيضاً إلى هُناك ... أدرَكت أنني بالفعل : لَوّ مَكُنتِش نِزِلت يومها (أو أي يوم في الثورة عَموماً مِش شَرط)....كثنت هاموِّت نَفسي من العِياط... و هَندم طول عُمري(إني مشاركتِش في أهم حَدث حَصَل في تاريخ بَلدي تقريباً).
بِالنِهاية ... أرَدت أن أعتَذِر عن ما بَدر مني تِجاه صَديقَتي الحَبّوبة شَهيرة في ذلِك الوقت- ِبداية الثَورة- و أن أقول لها : إنتي طلِعتي جَدعة يا شوشو أكتر من ما كُنت أتخيل ... و يا بَختِك عشان شوفتي حاجات كتير مِننا هَيحكيها لأولاده و أحفاده زي ما سمِعها إنتي هَتحكيها-إن شاء الله- زي ماشوفتيها قصاد عينيكي....أنا فَخورة بيكي قوي.
No comments:
Post a Comment