Sunday 15 April 2012

شَـــــهـــيــرة


  عندما كنت ألوم صديقتي العزيزة (شهيرة)و ذلك بعد أن أوقْعت قلوبنا جميعاً يوم الجمعة 28.01.2011 (جمعة الغضب)،حيث إتصلت بيّ والدتها في الساعة الواحدة ظهراً تسألني عنها و عن مكانها و أنها عِندما فاقت في الثانية عشر ظهراً،و قلت لها أنني لا أعلم عنها شيئاً منذ الأمس.
  و نظراً لإنقطاع الإتصالات في ذلك اليوم فلم تكن هناك وسيلة-أي وسيلة-لمَعرفة أين ذهبت شهيرة؟!، لذلك حاوَلت جاهدة أن أُهديء من رَوع والدة صديقتي لكنني في قرارة نفسي كُنت شديدة القلق ، فلا أعلم إلى أين ذَهَبَت؟و مع مَنْ؟و كَيف حالها الآن في تِلك الأجواء المُتَوَتِرة؟!
  عَلِمتْ عَصْر ذَلِك اليوم في حواليّ الرابعة و النِصف تَقريباً عِندما هاتْفَتْني والِدتها بأنَها قد إتصَلَت بِها و أخبَرَتها بِالحَرف : أنا في المظاهرة ... أنا في المظاهرة...إقفلي بسرعة .......
  بَعدما سَمِعتْ هذا إشتد قَلَقي أكثر على صديقتي(طبعاً محدش هَينسى أبداً طريقة تَعامُل أفراد الأمن المركزي مع المُتظاهرين كانت شَكلها إيه و كام واحد مات أو إتصاب).
   و في المساء و مع تَصاعُد حِدة التَوتر و القَلَق و إنفلات الأمن في الكثير مِن المَناطق، عَلِمتْ بأنها عادَت إلى مَنِزل خالِها ،فحَمدتُ رَبي على ذَلك كَثيراً و إرتاح قََلبي مِن القَلق عَليها، و فب اليوم التالي حادَثتَها لأطمَئن عَليها ،و لأسألها لمَّ فَعَلتَ هذا بدون إخبار أحد؟!
  و بَعد جِدال طويل و شَدْ و جَذب ببيننا حَيثُ كُنا مُختَلِفَتَان في الرأي ، قَالت ليّ كَلِمة لَنْ و لَمْ أنساها حَيثُ أنها عَلقَت بذِهني مُتسائلة عن سبب قَولَها لهذه الكَلِمة ، حَيثُ قَالت لي شَهيرة : أنا لوّ مَكنتِش نِزِلت يومها .. كُنت هاموّت نفسي مِن العياط .. و هَندَم طول عمري.
  تَعجَبت مِنْ هذا القول وَقتها ،لَكِنْ تِلك الكَلِمات ظَلت عَالِقة في ذِهني ، فَإنني كُنت قَد خُدِعت لوقت مِن وسائل الإعلام الحُكومية (إاللي المَفروض تكون مَصرية بتمَثِل نَبض الشَعب المَصري بَردُه...يلا ما عَلينا المُهِم) لكنني أدرَكت و فَهِمت و إستوعَبت ما قَصَّدتهُ صَديقتي العَزيزة الجَريئة شَهيرة ، ذَلِك الكَلام الذي لَم يَصدُر عَنها فَقط و لَكِن سَمِعتهُ مِن كُل شَخص أعرِفهُ أو لا أعرِفهُ مِمَن ذَهبوا إلى مَيدان التَحرير، أدرَكتهُ عِنَدما ذَهبت أنا أيضاً إلى هُناك ... أدرَكت أنني بالفعل : لَوّ مَكُنتِش نِزِلت يومها (أو أي يوم في الثورة عَموماً مِش شَرط)....كثنت هاموِّت نَفسي من العِياط... و هَندم طول عُمري(إني مشاركتِش في أهم حَدث حَصَل في تاريخ بَلدي تقريباً).
  بِالنِهاية ... أرَدت أن أعتَذِر عن ما بَدر مني تِجاه صَديقَتي الحَبّوبة شَهيرة في ذلِك الوقت- ِبداية الثَورة- و أن أقول لها : إنتي طلِعتي جَدعة يا شوشو أكتر من ما كُنت أتخيل ... و يا بَختِك عشان شوفتي حاجات كتير مِننا هَيحكيها لأولاده و أحفاده زي ما سمِعها إنتي هَتحكيها-إن شاء الله- زي ماشوفتيها قصاد عينيكي....أنا فَخورة بيكي قوي.

No comments:

Post a Comment